كيف تتعامل عندما يضربك طفلك؟ لا تترك انفعالك يقودك

رد الفعل المتزن حين يضربك الطفل

حين يمتد ذراع صغير نحوك بغضب، لا تستفزه بردة فعل سريعة. خلف هذا التصرف الغريب غالباً ما تكمن مشاعر غائرة، ورسائل غير منطوقة. سلوك الضرب عند الأطفال ليس إلا جرس إنذار ينبهنا إلى حاجات لم تُفهم بعد. التعامل معه يحتاج إلى نفس طويل، ووعي بمكنونات الطفل العاطفية. إليك أبرز الطرق للتعامل بحكمة واتزان.

كيف تتعامل عندما يضربك طفلك؟ لا تترك انفعالك يقودك

الغوص في أسباب العدوان

سلوك الضرب ليس عبثًا. هو تعبير عن صراعات داخلية، وأحياناً طلب استغاثة بلغة غير مألوفة:
  • عجز عن التعبير بالكلمات عمّا يعتمل في النفس
  • رغبة مُلحة في جذب الانتباه
  • احتقان غضب أو خوف أو توتر لا يُعرف له مَنفذ
  • تقليد غير واعٍ لسلوكيات عدائية رآها في محيطه
  • افتقار لأدوات تعبير صحية ومُجدية

الموقف الفوري – عندما يحدث الصدام

  • تمالك نفسك، فاللحظة حرجة
  • عندما يضربك طفلك، لا تجعل الغضب قائداً لك. توقف. خذ نفساً عميقاً. ردّ فعلك سيكون كتاباً مفتوحاً يتعلم منه طفلك كيف يتعامل مع المشاعر المعقدة.
  • ضع خطوطاً حازمة دون صراخ
  • بصوت هادئ ولكن حاسم، قل: "لا، لا يُسمح بالضرب. هذا يؤلم." استخدم لغة مباشرة، بسيطة، تناسب عمره الصغير.

افتح له أبواباً بديلة

ساعده على اكتشاف طرق أخرى ليُفرغ ما بداخله دون أن يؤذي:
  • التعبير بالكلام عما يضايقه
  • ممارسة التنفس العميق لتهدئة الغضب
  • الابتعاد المؤقت حتى يستعيد هدوءه
  • اللجوء إلى شخص بالغ وموثوق
  • خطط بعيدة المدى – ترميم الداخل
  • المكافأة على السلوك المتزن
  • كلما استخدم كلمات بدلاً من اللكمات، أثنِ عليه. امدح جهوده. عزز السلوك الجيد. هكذا تُبنى العادات الإيجابية.

صقل الوعي العاطفي

ساعده على أن:
  • يتعرف على مشاعره ويسميها دون خجل
  • يجد حلولاً للمواقف المزعجة
  • يشعر بمشاعر الآخرين ويتعاطف معهم
  • يُدرك أن لكل فعل تبعات لا مفر منها
  • اصنع له ملاذًا آمناً
  • خصص له وقتاً منتظماً للحوار واللعب
  • أنصت لأسئلته، وشارك مخاوفه
  • حافظ على روتين يومي يمنحه شعوراً بالثبات
  • تجنب الأوضاع التي قد تشعل شرارة عدوانه

متى تلجأ للمتخصصين؟

إذا استمر الضرب رغم كل الجهود، فتوقف وأعد التقييم. قد يكون من الضروري الاستعانة بـ:
  • طبيب أطفال لديه خبرة في السلوكيات
  • أخصائي نفسي يفهم النمو العقلي والعاطفي
  • معالج سلوكي يوجهكما بخطط علمية
في الختام، اعلم أن ما تمر به ليس نهاية الطريق. الطفل لا يُولد عارفاً بحدود مشاعره. هو يتعلم من خلالك، من هدوئك، من حكمتك. الضرب مجرد مرحلة، ستعبرها أنت وطفلك إذا واصلت السير بثبات وصبر. هنا تبدأ ملامح إنسان قادر على التواصل، لا التعدي.
تعليقات