مقدمة وخاتمة تصلح لأي بحث علمي أو ديني مع أمثلة وقواعد احترافية

يبحث الكثيرون، سواء من الطلاب أو المعلمين أو حتى المحترفين في مجالات تتطلب إجراء وكتابة الأبحاث، عن مقدمة وخاتمة تصلح لأي بحث. إن تحقيق أفضل نتيجة للبحث تتطلب إعطاء المقدمة و الخاتمة حقهما الكامل. فالمقدمة الشيقة تجذب القارئ لاستكمال القراءة وتقدم له نبذة عن أفكار وعناصر البحث، بينما لا تقل الخاتمة أهمية في تلخيص النتائج وتوضيح الفهم التام للموضوع.

مقدمة وخاتمة تصلح لأي بحث علمي أو ديني مع أمثلة وقواعد احترافية

أهمية المقدمة والخاتمة في البحث العلمي والديني

تُعد المقدمة بمثابة البوابة التي يعبر من خلالها القارئ إلى البحث. وكلما كانت هذه البوابة "منيرة ومضيئة"، استكمل القارئ قراءته بسعة صدر. يتطلب ذلك منحها العناية الكافية من الناحية اللغوية والنحوية، وهو ما ينطبق تماماً على الخاتمة. على الرغم من تعدد أنواع الأبحاث، إلا أن هناك قوالب عامة للمقدمات والخواتيم يمكن تكييفها لتناسب أي نوع من أنواع البحث.

كيفية كتابة مقدمة بحث احترافية وجذابة

لضمان أن تكون مقدمة البحث مرضية للباحث والقارئ على حد سواء، ينبغي مراعاة أسس محددة في صياغتها. هذه الأسس تضمن جذب القارئ وإعطاء لمحة وافية عن محتوى البحث:

أسس كتابة المقدمة الصحيحة:

  • مراعاة قواعد اللغة العربية: يجب التأكد من خلو المقدمة من أي أخطاء نحوية، إملائية، أو لغوية تتعلق بالمفردات المختارة.
  • البدء بالحمد والثناء: من الأفضل بدء المقدمة بحمد الله والثناء عليه وعلى النبي صلى الله عليه وسلم، خاصة في الأبحاث الدينية.
  • تحديد موضوع البحث: يجب تحديد نوع الموضوع الذي سيتناوله البحث، وشمول عناصره، مع ذكر عنوان البحث بوضوح.
  • ذكر أسباب الاختيار والأهمية: إيضاح الأسباب التي دفعت الباحث لاختيار هذا الموضوع تحديداً، وبيان مدى أهميته في المجتمعات.
  • توضيح الهدف والأفكار: إيضاح الهدف من كتابة البحث وما سيتضمنه من أفكار رئيسية.
  • الإشارة إلى الأقسام والمنهجية: ذكر الأقسام والفصول التي سيتناولها البحث، والطريقة التي اعتمدها الباحث في سردها.
  • التنويه للعوائق (اختياري): يمكن الإشارة إلى ما واجهه الباحث من عوائق وصعوبات أثناء إعداد البحث حتى وصل إلى نتيجته النهائية.

أمثلة لمقدمات بحث:

1. مقدمة بحث علمي: "بسم الله والصلاة والسلام على نبيه الحبيب المصطفى خير خلق الله وخاتم أنبيائه والمرسلين، أما بعد: قال الله تعالى في قرآنه الكريم (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)، حيث أمرنا الله بالعلم والتعلم وذلك في أولى الآيات التي أنزلت على قدوتنا وأسوتنا محمد صلى الله عليه وسلم مما يشرفنا أن نطرح عليكم ذلك البحث العلمي بعنوان (ذكر عنوان البحث)، نسرد به كافة ما ورد عليه من جدل وما قد توصل إليه العلماء من نتائج قد قدم الناس حولها التساؤل بكثرة في الآونة الأخيرة، وهدفنا في ذلك أن نصل بكم إلى الجواب الصائب حول ذلك الموضوع، نتمنى أن تجدون بفصول بحثنا غايتكم ومبتغاكم".

2. مقدمة مميزة: "نحدثكم اليوم من خلال بحثنا والذي يحمل عنوان (….) حيث إنه يعد واحد من أهم الموضوعات التي أثارت جدلاً واسعاً بالآونة الأخيرة وقد حان الوقت لمنحها الاهتمام في البحث والدراسة كما ينبغي لذلك أن يكون، لما يساهم به دور جلي في تطور المجتمع والحياة البشرية، وسوف نقدم به جميع ما ورد حوله من دراسات سابقة حتى يعد مرجعاً شاملاً لجميع القراء والباحثين".

كيفية صياغة خاتمة بحث متكاملة ومؤثرة

تكمن أهمية خاتمة الأبحاث في إيضاح الأفكار التي وردت بالبحث، وتفسير ما وصل إليه من نتائج ودعمها بالأدلة. كما تتضمن توصيات الباحث لقرائه. لكي تخرج الخاتمة بشكل صحيح وفعّال، يجب مراعاة استيفاء بعض الشروط وتجنب بعض الأخطاء.

الأسس الصحيحة لخاتمة البحث:

  • تلخيص الأفكار بإيجاز: ذكر ما تم تناوله في البحث من أفكار وموضوعات بإيجاز شديد، دون تفصيل، مع التركيز على العناصر المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بـعنوان البحث.
  • الأسلوب اللغوي البسيط: صياغة العبارات بأسلوب لغوي بسيط وواضح يمكن للقارئ فهمه بسهولة.
  • عرض الاستفادة والخبرات: تقديم ملخص لما استفاده الباحث وما اكتسبه من خبرات أثناء إعداده للبحث.
  • تجنب الأفكار الجديدة: الحرص على ألا تتضمن الخاتمة أفكاراً جديدة لم يتمكن الباحث من منحها حقها في الشرح والإيضاح ضمن متن البحث.

أخطاء يجب تجنبها في خاتمة البحث:

  • إغفال النتائج السلبية: عدم ذكر ما وصل إليه البحث من نتائج سلبية، علماً بأن مناقشتها تزيد من ثقة القارئ بالبحث والباحث.
  • الخروج عن سياق الموضوع: تضمين استنتاجات جديدة لم يتضمنها البحث، أو تتعلق بأنواع بحوث أخرى.
  • الإطالة وعدم الإيجاز: الشرح التفصيلي للأفكار التي تضمنها البحث، أو ذكر تفاصيل غير مرتبطة بالموضوع.

أمثلة لخواتيم بحث:

1. خاتمة بحث علمي: "الحمد لله جل جلاله فهو وحده سبحانه من وفقنا لما تمكنا من تقديمه إليكم، وها هي آخر محطاتنا في البحث الذي قد أخذ الكثير من الوقت والجهد لكي يخرج بتلك النتائج ولكنه جهد ثمين غير ضائع، حيث توصلنا من خلاله إلى الفهم التام والإدراك الكافي لجميع جوانب موضوعنا والإجابة حول جميع ما قد يرد حوله من تساؤلات، نتمنى أن يكون بحثنا نال إفادتكم وأتى على النحو الذي كنتم ترجونه منه".

2. خاتمة مميزة: "ها نحن قد وصلنا إلى ختام بحثنا والذي نرجوا أن نكون قد وفقنا في جعله بحث غني بالأفكار شامل للعناصر الخاصة بذلك الموضوع وجميع التفاصيل التي قد ودون الإطلاع إليها أو فهمها، فقد بذلنا به كل ما نستطيع من جهد ولا يسعنى سوى أن نقول الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا نهتدي لولا أن هدانا الله".

3. خاتمة بحث ديني: "وأخيراً نكون قد انتهينا من بحثنا الذي تضمن موضوع من أهم الموضوعات المتعلقة بـديننا الإسلامي الحنيف وليس آخراً حيث إن الحديث حوله لم ينتهي ولن ينتهي لما له من أهمية عظيمة وصلة وثيقة بحياتنا ومجتمعنا ولذلك كان لزاماً علينا أن نمنحه ذلك القدر من البحث والوقت والذي نعتبره واجباً دينياً نرجوا من الله أن يتقبله منا ويجعله من صالح أعمالنا، نود أن نتوجه بالشكر إلى جميع العلماء والمفكرين الذين سبقونا بالتحدث عن ذلك الموضوع والذين لولا جهدهم ما تمكنا من ذكر ما قد توصلنا إليه من نتائج، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

تعليقات