تُعدّ القطط الأليفة رفيقًا محبوبًا للكثيرين في منازلهم حول العالم، وقد نالت منزلة خاصة في الشريعة الإسلامية لما تتسم به من مؤانسة وصعوبة في الاحتراز منها. غير أن هذا القرب والاندماج في حياتنا اليومية يثير تساؤلات فقهية ضرورية تتعلق بأحكام الطهارة، والتي تُعد مفتاحًا لقبول العبادات كالصلاة. لعل أكثر هذه التساؤلات إلحاحًا هو: هل بول القطط نجس؟ وما هو الحكم الشرعي المحدد لبول هذه المخلوقات، خاصة إذا لامس ملابسنا أو أماكن صلاتنا؟. سنغوص في هذا المقال الشامل في تفاصيل الحكم الشرعي المستند إلى فتاوى العلماء الثقات، مثل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وسنوضح الخطوات العملية الواجب اتباعها للحفاظ على طهارة المنزل دون حرج أو مشقة.
طهارة الهرة ذاتها: لماذا لا تعتبر القطة نجسة؟
قبل الخوض في تفاصيل نجاسة فضلات القطط، من الضروري أن نميز بين حكم القطة كحيوان، وحكم ما يخرج منها من بول أو روث.
الهرة ليست بنجس: القاعدة النبوية
اتفق عامة الفقهاء على أن القطط الأليفة (الهرة الأهلية) حيوان طاهر، ويجوز حيازته واقتناؤه وتملكه. هذا الحكم مبني على دليل صريح وقوي من السنة النبوية الشريفة. فقد روى الصحابي أبو قتادة رضي الله عنه أنه أسكب له وضوء، فجاءت هرة لتشرب منه، فأمال لها الإناء حتى شربت. وحين رأت كبشة بنت كعب بن مالك تعجبه، قال أبو قتادة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنها ليست بنجس، إنها من الطوافين عليكم والطوافات".
هذا الحديث يُعد قاعدة أساسية في التعامل مع القطط:
- طهارة الذات: قول النبي ﷺ "إنها ليست بنجس" هو تصريح واضح بإثبات طهارة الهرة.
- طهارة السؤر: يترتب على طهارة ذاتها أن سؤرها (بقية الماء أو اللبن الذي شربت منه) طاهر ولا يضر ولوغها فيه. وهذا ما ذهب إليه الشافعي، ومالك، وأحمد، وأبو يوسف من الحنفية.
- علة التيسير: علة الطهارة التي ذكرها النبي ﷺ هي أنها "من الطوافين عليكم والطوافات". أي أنها حيوانات تغشى الناس وتتردد كثيرًا في البيوت، ويصعب الاحتراز منها، فمن رحمة الله وتيسيره على الأمة أن جعلها طاهرة.
خلاصة هذا الجزء: القطة في حد ذاتها، وما أصاب من جلدها وعرقها، وما تبقى من شرابها (السؤر) طاهر.
الحكم الفقهي القاطع: هل بول القطط نجس عند جمهور العلماء؟
رغم طهارة ذات القطة وسؤرها، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة طهارة فضلاتها.
بول القطط نجس: مذهب الجمهور وأئمة الفتوى
يُقرر الشرع عند جمهور العلماء أن بول القطط وروثها نجس، ويجب التحرُّز منه وتطهير ما أصابه.
استند العلماء في هذا الحكم على مبدأ فقهي عام، وهو أن فضلات (بول وروث) ما لا يؤكل لحمه هي نجسة.
- رأي سماحة الشيخ ابن باز: أكد سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز أن بول وروث الحيوانات التي لا تؤكل لحمها (مثل الحمار، والبغل، والكلب، والقط) هي نجسة، ويجب إزالتها وتطهير الثياب والبدن منها.
- أقوال الفقهاء:- ابن عابدين (الحنفي): نقل في "رد المحتار" أن بول الهرة وخرأها نجس في أظهر الروايات، ويُفسد الماء والثوب.
- ابن عبد البر (المالكي): ذكر أن النجاسات تشمل كل ما خرج من مخرجي بني آدم، ومن مخرجي ما لا يؤكل لحمه من الحيوان.
- الدَّمِيري (الشافعي): نقل الإجماع على أن بول ما لا يؤكل لحمه نجس.
- ابن قدامة (الحنبلي): أكد أن ما خرج من الإنسان أو البهيمة التي لا يؤكل لحمها من بول أو غيره فهو نجس.
 
لذلك، فإن الإجابة المباشرة والراجحة عند جمهور الفقهاء على السؤال: بول القطط نجس ام لا؟ هي أنه نجس قطعًا، ويجب تطهير ما أصابه.
توضيح الحكم: بول القطط الصغيرة (هل بول القطط الصغيرة نجس)
لا يختلف الحكم الشرعي بين القطط البالغة وبول القطط الصغيرة نجس أيضًا. فالحكم يتعلق بجنس الحيوان (القط) الذي لا يؤكل لحمه، وليس بحجمه أو عمره. وعندما يُسأل المربون عن التعامل مع فضلات القطط الصغيرة التي لا تتقن قضاء حاجتها، يؤكد العلماء على وجوب تطهير ما أصابته هذه الفضلات.
مقارنة بين بول القطط وبول الحيوانات المأكولة
من المفيد الإشارة إلى أن الفضلات لا تُحكم جميعها بالنجاسة. فبَعَر الحيوانات المأكولة (مثل الإبل والبقر والغنم) لا يضر، ولا حرج في إصابته للثياب أو البدن، لأنه طاهر. أما بول القطط، التي تُعد من الحيوانات غير المأكولة لحمها، فيعتبر نجسًا عند الجمهور.
تيسيرات الشرع: خلاف العلماء والعفو عند الضرورة
رغم الاتفاق على أن بول القطط نجس من حيث الأصل، فإن طبيعة حياة القطط كـ "طوافين" تسبب مشقة في التحرز الكامل من فضلاتها، مما أدى إلى ظهور تيسيرات فقهية مهمة لدى بعض المذاهب.
مذهب الحنفية والعفو عن اليسير
ذهب الحنفية إلى العفو عن النجاسة اليسيرة في مواضع الضرورة، ومن ذلك بول الهرة.
- حالة العفو: الفتوى عند الحنفية تقرر أن بول القطط عفوٌ إذا أصاب الثوب ونحوه مما هو غير مائع أو آنية ماء، وذلك بسبب الضرورة وعموم البلوى (أي صعوبة تجنبها).
- الحد المعتبر: يعفى عن النجاسة الرقيقة (السائلة) إذا كانت بقدر مساحة الدرهم، أو مقعر الكف داخل مفاصل الأصابع.
- النية من التخفيف: هذا العفو يتعلق بصحة الصلاة، أي أن الصلاة تصح مع وجود هذا القدر اليسير المعفو عنه، وذلك تيسيرًا على الناس، خاصة في الأماكن التي تعتاد فيها القطط البول على الفراش.
- الانتقال بالرطوبة (مذهب الحنفية): في حالة التيقن من وجود النجاسة الجافة في قدم القطة وانتقالها إلى مكان آخر رطب، يجوز العمل بمذهب الحنفية: إذا كان الشيء المتنجس جافًا، وكانت القدم مبتلة، فإن ظهر فيها شيء من النجاسة أو أثرها تنجست، وإلا فلا.
تيسير المالكية واعتبار الإزالة سُنَّة
يحمل المذهب المالكي تيسيرًا آخر يمكن العمل به عند المشقة الشديدة في إزالة النجاسة.
- حكم الإزالة: المشهور الثاني في مذهب المالكية هو أن إزالة النجاسات عن ثوب المصلي أو بدنه أو مكانه سُنَّة، وليست فرضًا واجبًا.
- حالة المشقة: إذا شقّ على الشخص إزالة أثر النجاسة أو كان يعاني من صعوبة بالغة في تطهير كل ما أصابه البول، فإنه يمكنه العمل بهذا المذهب. ففي هذه الحالة، إن صلى بها عامدًا وقادرًا، تكون الإعادة ندبًا (استحبابًا)، وليس وجوبًا كما في القول الأول (الواجب).
الرأي المخالف: شبهة طهارة بول غير المأكول عند بعض الأئمة
هناك خلاف حاصل ليس فقط في القطط، بل في كل حيوان غير مأكول اللحم، كالحمير والبغال. فبعض أهل العلم لم يروا نجاسة بول ما لا يؤكل لحمه بشكل مطلق، واقتصروا على نجاسة بول الآدمي.
- اختيار الإمام البخاري: يُشير ظاهر إيراد الإمام البخاري للأحاديث في صحيحه إلى اختياره طهارة بول ما لا يؤكل لحمه، وإلى ذلك ذهب الشعبي، وابن علية، وداود وغيرهم.
- دليلهم: استدلوا بكون الكلاب كانت تبول وتقبل وتدبر في المسجد في زمن النبي ﷺ، ولم يكن الصحابة يرشون شيئًا من ذلك، كما استدلوا بفعل أبي موسى الذي صلى في دار البريد (موضع تكون فيه روث الدواب والزبل غالبًا).
- تنبيه: مع وجود هذا الخلاف القديم، فإن الراجح والمقرر عند جمهور العلماء المعاصرين، ومنهم الشيخ ابن باز، هو نجاسة بول القطط وروثها، ولكن يتم الأخذ بتيسيرات المذاهب الأخرى (كالحنفية والمالكية) عند الضرورة والمشقة وعموم البلوى.
الطهارة شرط لصحة الصلاة: متى يجب غسل مكان البول؟
بما أن بول القطط نجس عند الجمهور، فإن طهارة المكان والبدن والثوب من هذه النجاسة تُعد شرطًا لصحة الصلاة.
وجوب التطهير والعلم بالنجاسة
إذا تيقّن المصلي أن بول القطط قد أصاب ثوبه أو بدنه أو مكان صلاته، فإن الواجب عليه غسله بالماء الطاهر عند إرادة الصلاة. وقد نقل الإمام ابن عبد البر المالكي الإجماع على أن من صلَّى عامدًا بالنجاسة يعلمها في بدنه أو ثوبه أو على الأرض، وهو قادر على إزالتها، فإن صلاته باطلة وعليه إعادتها.
ماذا عن النجاسة المجهولة؟ إذا أصاب الثوب نجاسة ولكنه لم يعلم مكانها، فينبغي له أن يتحرى الموضع ويغسله. ولكن إذا كان هناك مجرد شك في انتقال النجاسة (كأن لم ير القطة تبول، أو شك في لمس قدمها النجسة) فالأصل هو الطهارة، ولا ينتقل هذا اليقين (وهو الطهارة) بالشك.
الماء الطهور وحكم الإناء الملاقي للنجاسة
إن الأصل في الماء هو الطهارة. والماء لا ينجس إلا إذا تغير طعمه أو لونه أو ريحه بالنجاسة.
- الماء الكثير: إذا كان الماء كثيرًا (كالبئر الكبيرة أو الحوض الكبير أو ما بلغ قلتين)، فإنه لا يتأثر بالنجاسة إذا لم تُغيره.
- الماء القليل (ماء الأواني): الماء القليل يتأثر بالنجاسة غالبًا، ولهذا أمر النبي ﷺ بإراقة الإناء الذي ولغ فيه الكلب.
- الماء الجاري: الماء الذي يجري واختلطت به نجاسة، حكمه الطهارة ما لم يتغير بالنجاسات.
هذا المبحث الفقهي حول الماء مهم؛ لأنه يؤكد أن غسل النجاسة يتطلب الماء الطهور. فإذا غُسلت النجاسة بالماء، يجب أن يزول عين النجاسة أولاً.
دليل شامل لكيفية تطهير نجاسة بول القطط
لتطهير الأماكن والأشياء التي أصابتها نجاسة القطط، يجب اتباع خطوات عملية لضمان تحقيق الطهارة الشرعية.
تنظيف البول على الأرضيات والمفروشات
- إزالة عين النجاسة: يجب أولاً إزالة البول بالكامل باستخدام مناديل أو قطعة قماش جافة قدر الإمكان. يجب الحرص على عدم تلطيخ المنطقة المحيطة بالنجاسة.
- التطهير بالماء: يجب غسل المكان بالماء حتى يزول أثر البول والرائحة تمامًا.
- الأرضيات الصلبة (كالسراميك): يكفي في طهارة الأرض صب الماء عليها وغمرها به حتى يزول أثر البول.
- المفروشات والسجاد: أما السجاد والملابس ونحوها، فلا بد من غسلها، ولا يكفي مجرد صب الماء عليها. يجب أن تزال عين النجاسة أولًا، ثم يصب الماء على موضعها بحيث لا يبقى لها لون أو طعم أو رائحة.
- دور الصابون والمنظفات: لا يشترط الغسل بالصابون أو أي مواد أخرى؛ بل يكفي الماء الطهور وحده لتحقيق الطهارة. يمكن استخدام المنظفات والمعطرات لإزالة الروائح والبقع، لكن الماء هو ما يحقق الطهارة الشرعية.
نصيحة عملية للتخلص من الرائحة (مقاربة طبيعية)
يُعاني المربون غالبًا من رائحة بول القطط النفاذة. يمكن الاستفادة من تجارب المربين في هذا الشأن لتخفيف الرائحة بشكل كبير.
الطريقة المقترحة: قبل استخدام الماء مباشرة على البول الرطب (خاصة على السجاد حيث يتسرب البول إلى عمق الألياف):
- يجب وضع كمية كبيرة من تراب الليتر بوكس (رمل الفضلات، خاصة إذا كان معطرًا) على مكان البول.
- تُترك هذه المادة لتتشرب قدرًا كبيرًا من البول السائل.
- هذه الخطوة تساعد على احتواء ما بين 70 إلى 80% من الرائحة والنجاسة السائلة.
- بعد أن يتشرب التراب البول ويتحول إلى كتلة، يمكن إزالته، ثم بعد ذلك يتم غسل السجادة أو الملابس بالماء. هذا الإجراء يوفر جهدًا كبيرًا في المسح والتنظيف اللاحق.
علاج الوسواس الفقهي: الأصل هو الطهارة والتعامل مع الشك
يُعدّ الشك في النجاسة من الأمور التي تؤدي إلى الوسوسة، خاصة لدى من يربي الحيوانات الأليفة في المنزل، ويجب التعامل مع هذا الأمر وفق القواعد الفقهية المستندة إلى اليقين.
قاعدة اليقين لا يزول بالشك
الأصل في جميع الأماكن والأعيان هو الطهارة. فلا يجب الانتقال عن هذا الأصل (الطهارة) إلا إذا قام دليل قائم أو إخبار صادق (أي تيقّن من وقوع النجاسة).
- حكم الشك: إذا شككت في مكان ما هل تبولت فيه القطة أم لا؟ جاز لك الصلاة فيه. ذلك لأن الشك لا يعارض اليقين.
- تجنب تقدير النجاسات بالاشتباه: يجب ألا يقدّر المسلم النجاسات بمجرد الاشتباه وتطرق الأوهام، لأن الأعيان لا تتنجس بالشك.
- التحري والأحوط: إذا كان الشك قويًا أو غلب على ظنك وجود النجاسة، فالأولى غسل الموضع (لأن غسله لا يريب، وتركه يريب)، لكن إن ترك الغسل جاز عملًا بالأصل (الطهارة).
تخصيص مكان للصلاة (احترازًا لا كراهة)
نظرًا لصعوبة التحكم الكامل في حركة القطط وفضلاتها، يُعدّ الأولى والأحوط لأمر الصلاة أن يخصص المرء لنفسه مكانًا أو سجادة للصلاة لا تدخلها القطة؛ وهذا يكون احترازًا وتجنبًا لروثها لا لذاتها. كما يُنصح باتخاذ سجادة خاصة تفرش وقت الصلاة وتطوى بعدها.
أحكام تربية القطط
تربية القطط في المنزل جائزة شرعًا. ولكن يجب على المربي إطعامها ما يكفيها إن حبسها في المنزل، أو أن يتركها تخرج لتأكل من خشاش الأرض. فقد ورد الوعيد الشديد في حق من حبسها وأهملها. وتربيتها لا حرج فيها، وقد تُعين على إزالة آثار الفأر وتؤنس الأطفال.
الأسئلة الشائعة حول نجاسة بول القطط (FAQ)
س1: هل بول القطط نجس ابن عثيمين؟ وما هو حكم الجمهور؟
ج: الرأي الفقهي السائد عند الجمهور، والذي يتفق مع ما قرره كبار العلماء مثل سماحة الشيخ ابن باز، هو أن بول القطط نجس. ويستند هذا الحكم إلى أن القط من الحيوانات التي لا يؤكل لحمها، ونجاسة فضلات ما لا يؤكل لحمه هي مذهب جمهور العلماء. يجب غسل ما أصاب هذا البول من ثياب أو مكان.
س2: هل بول القطط الصغيرة نجس ويجب تطهيره؟
ج: نعم، بول القطط الصغيرة نجس وله نفس حكم بول القطط الكبيرة. يجب تطهير ما أصابته فضلات القطط الصغيرة بالماء الطهور، لأن الحكم يتعلق بجنس الحيوان الذي لا يؤكل لحمه.
س3: بول القطط نجس ام لا، وهل يكفي المسح فقط لتطهير الأرض؟
ج: بول القطط نجس عند جمهور العلماء، ويتفق مع رأي الشيخ ابن باز. أما عن التطهير، فلا يكفي المسح وحده. يجب غسل المكان الذي أصابه البول بالماء الطهور حتى تزول عين النجاسة وأثرها (كلون أو رائحة).
س4: إذا أصاب بول القطة ملابسي، فهل يجب غسلها بالصابون؟
ج: يجب غسل الملابس التي أصابها بول القطط نجس بالماء حتى تزول النجاسة. لا يشترط استعمال الصابون أو المنظفات، بل يكفي الماء الطهور لتحقيق التطهير الشرعي. يمكن استخدام الصابون لإزالة الأثر المادي والرائحة، ولكن التطهير يتحقق بالماء.
س5: هل سؤر القطة (بقية الماء الذي شربت منه) نجس؟
ج: لا، سؤر القطة طاهر ولا يُعتبر نجسًا. وذلك لأن القطة ذاتها طاهرة، وقد دلت السنة النبوية على أنها من الطوافين علينا، ويجوز الوضوء والاغتسال من الماء الذي شربت منه.
نصائح عملية للحفاظ على الطهارة في منزل القطط
للحفاظ على نظافة المنزل وتحقيق شروط صحة الصلاة، يمكن اتباع الخطوات والنصائح التالية المستنبطة من أحكام التيسير:
- التدريب والتخصيص: يجب تخصيص صندوق رمل (ليتر بوكس) للقطط وتعويدها على قضاء حاجتها فيه، مع تغيير الرمل بانتظام.
- الاحتراز من النجاسة المعينة: يجب الحذر من فضلات القطط (البول والروث) بشكل خاص، وتطهير ما أصابته.
- تطبيق قاعدة الحنفية: في حال تيقن وجود نجاسة جافة على قدم القطة وانتقالها إلى مكان رطب، تذكر قاعدة الحنفية: لا تنجس إلا إذا ظهر أثر النجاسة أو عينها على القدم المبتلة.
- الالتزام بالأصل: عند الشك والوسوسة في طهارة مكان ما، لا تلتفت للشك وابنِ على الأصل وهو طهارة المكان، ولا تنتقل عن اليقين بالوهم.
- تنظيف فوري: عند حدوث تبول في مكان غير مخصص، عالج المكان فورًا برمل القطط لامتصاص البول، ثم اغسله بالماء لإزالة النجاسة وتحقيق الطهارة.
الخاتمة: تيسير الشرع على المربين
لقد أوضحنا أن بول القطط نجس عند جمهور الفقهاء، وعليه فإنه يجب تطهير ما يصيبه لضمان صحة العبادات. ولكن، ومن منطلق رحمة الشريعة وسماحتها، فإن القطة ذاتها طاهرة، وسؤرها طهور. وقد وضع العلماء ضوابط وتيسيرات للتعامل مع نجاسة فضلاتها في البيوت، سواء كان ذلك عبر العفو عن اليسير عند الحنفية، أو اعتبار الإزالة سنة عند المالكية، خاصة لمن يجد مشقة وعموم بلوى في الاحتراز الكامل.
إن تربية القطط تجلب الأنس والخير، ومعرفة الحكم الشرعي وطرق التطهير الصحيحة تجعلنا نعيش في طهارة ونظافة، بعيدًا عن الحرج والوسواس. نأمل أن تكون هذه المقالة قد أجابت على تساؤلكم حول هل بول القطط نجس، ونشجعكم على مشاركة هذه المعلومات مع من يشارككم الاهتمام بأحكام الحيوانات الأليفة.