سر الابتداء في لغة الضاد
تُعدّ الهمزة في بداية الكلمة واحدة من أكثر المسائل الإملائية والصوتية التي تثير الالتباس لدى الكاتب والقارئ على حد سواء. إنها ليست مجرد حرف، بل هي مفتاح النطق السليم في اللغة العربية؛ فالعربية لا تسمح بالابتداء بحرف ساكن. ولهذا السبب تحديداً، كان لا بدّ من وجود همزة تُعين على النطق بهذا الحرف الساكن، وهي همزة الوصل، وكان لا بدّ أيضاً من همزة تثبت في كل حال، وهي همزة القطع.
إن التمييز الدقيق بين همزة الوصل وهمزة القطع يمثل جزءًا لا يتجزأ من قواعد اللغة العربية، وهو ضروري ليس فقط لإتقان الكتابة، بل ولتحقيق الإتقان في تلاوة القرآن الكريم (أحكام التجويد).
سنتناول في هذا المقال شرحًا معمقًا ومبسطًا في آن واحد، مبنيًا على القواعد الثابتة والمواضع القياسية والسماعية، لنتعلم كيف نكتب ومتى ننطق كل واحدة من هاتين الهمزتين.
همزة الوصل: التعريف، الحقيقة، والمواضع القياسية والسماعية
همزة الوصل (التي تُسمى أيضاً ألف الوصل) هي همزة تُجلب إلى أول الكلمة إذا كانت الكلمة تبدأ بحرف ساكن. وهي همزة زائدة تثبت وتنطق حال الابتداء بالكلام، لكنها تسقط (لا تنطق) حال درجها أو وصلها بما قبلها.
في المصاحف الشريفة، توضع علامة همزة الوصل على شكل صاد صغيرة فوق الألف (ا) ، ولا تُرسم فوقها أو تحتها رأس همزة.
لماذا سُميت همزة الوصل بهذا الاسم؟
سُميت همزة الوصل بهذا الاسم لأنها يُتَوَصَّل بها إلى النطق بالحرف الساكن الموجود في أول الكلمة. فبما أن الابتداء بالساكن محال وغير مقدور عليه، جاءت هذه الهمزة لتُسَلِّم اللسان إلى النطق بالساكن، ولذا سمّاها الخليل بن أحمد "سُلَّم اللسان".
كما سُميت بالوصل لأنها تصل ما قبلها بما بعدها عند الوصل، فلا تقطع النطق. ففي جملة مثل: (واسْمع)، نلاحظ أن الواو تتصل مباشرة بالسين (ساكنة) دون النطق بالهمزة.
المواضع القياسية والسمعية لـ همزة الوصل
تنقسم مواضع همزة الوصل في الأسماء والأفعال إلى قياسية (تخضع لقاعدة ثابتة يمكن قياس غيرها عليها) وسماعية (محفوظة عن العرب ولا قاعدة لها).
1. همزة الوصل في الحروف (قياسية وسماعية)
الموضع الأول (قياسي): "الـ" التعريف تأتي همزة الوصل في حرف واحد فقط وهو "الـ" التعريفية. وهي هنا همزة قياسية.
- أمثلة: الْخَالِقُ، الْكِتَابُ، الْمَدْرَسَةُ، الْقَاضِي.
- حكم البدء بها: تُقرأ همزة الوصل في "الـ" التعريفية مفتوحة عند الابتداء بها.
الموضع الثاني (سماعي): "أيمن" في القسم ذُكرت همزة الوصل في حرف "أيمن" في القسم، ولكن القول بحرفيته ضعيف، والراجح أنه اسم . وعلى فرض حرفيته، فهي سماعية.
2. همزة الوصل في الأسماء (قياسية وسماعية)
تنقسم همزة الوصل في الأسماء المجردة من "أل" إلى قسمين:
الأسماء القياسية: وتأتي في مصادر نوعين من الأفعال:
- مصدر الفعل الماضي الخماسي: مثل افْتِرَاءٍ، ابْتِغَاءٍ، اخْتِلافٍ، انْتِقَامٍ.
- مصدر الفعل الماضي السداسي: مثل اسْتِغْفَارٍ، اسْتِعْجَالٍ، اسْتِكْبَارٍ.
- حكم البدء بها: يجب البدء بهمزة الوصل في هذه المصادر بالكسر .
الأسماء السماعية (المحفوظة) وهي عشرة أسماء سُمعت عن العرب، ألفها ألف وصل [12، 61، 68].
- اِبْن، اِبْنَة.
- اِمْرُؤ، اِمْرَأَة.
- اِسْم .
- اثنان، اثنتان.
- ايْمُن (للقسم)، ايْم الله (للقسم).
- اسْت، وابْنَم. (الاثنان الأخيران وردا في كلام العرب، لكن لم يردا في القرآن)].
- الأسماء السبعة الواردة في القرآن: (ابن، ابنة، امرؤ، امرأة، اسم، اثنان، اثنتان).
- حكم البدء بها: يجب البدء بهمزة الوصل في هذه الأسماء بالكسر وجوباً، باستثناء "أيمن" (في القسم) الذي يجوز فيه الفتح أيضاً وهو الأرجح.
3. همزة الوصل في الأفعال (قياسية)
همزة الوصل في الأفعال قياسية، ولا توجد أبداً في الفعل المضارع . وتكون في:
- أمر الفعل الثلاثي: أي الفعل الذي أصله مكون من ثلاثة حروف، ويُطلب به القيام بالعمل، مثل: اضْرِبْ، افْتَحْ، ادْخُلْ، اسْمَعْ.
- ماضي وأمر ومصدر الفعل الخماسي (خمسة حروف):
- الماضي: انْطَلَقَ، اعْتَدَى، اقْتَرَبَ.
- الأمر: انْطَلِقْ، اقْتَرِبْ، اصْطَبِرْ.
- المصدر: انْطِلاق، اخْتِلاق، انْبِعاث.
- ماضي وأمر ومصدر الفعل السداسي (ستة حروف):
- الماضي: اسْتَكْبَرَ، اسْتَسْقَى، اسْتَعْمَلَ.
- الأمر: اسْتَغْفِرْ، اسْتَعِينُوا، اسْتَخْرِجْ.
- المصدر: اسْتِكْباراً، اسْتِغْفَار، اسْتِعْجَال.
ملاحظة هامة: همزة الوصل لا تأتي في الأفعال الرباعية (مثل: أَرْسَلَ، أَرْسِلْ، إِرْسَالاً). فالهمزة فيها تكون همزة قطع مفتوحة وصلاً وابتداءً.
ضوابط حركة البدء بـ همزة الوصل في الأفعال
حركة همزة الوصل عند الابتداء بها ليست ثابتة (باستثناء "الـ" التعريفية المفتوحة والأسماء السماعية المكسورة). ففي الأفعال، تُبنى حركتها على حركة الحرف الثالث من الفعل.
أولاً: البدء بالفتح تكون همزة الوصل مفتوحة في حالة واحدة فقط، وهي إذا وقعت في "الـ" التعريفية.
ثانياً: البدء بالضم يُبدأ بهمزة الوصل بالضم وجوباً إذا كان ثالث الفعل مضموماً ضماً لازماً (أي أصلياً).
- أمثلة من الماضي: اسْتُحْفِظُوا (ثالثه الحاء مضمومة)، اجْتُثَّتْ، ابْتُلِيَ.
- أمثلة من الأمر: ادْعُ، اتْلُ، انْظُرْ، اقْتُلُوا، اخْرُجُوا.
أشار الحافظ ابن الجزري إلى هذه القاعدة بقوله: "وَابْدَأْ بِهَمْزِ الْوَصْلِ مِنْ فِعْلٍ بِضَمٍّ / إِنْ كَانَ ثَالِثٌ مِنَ الْفِعْلِ يُضَمُّ".
ثالثاً: البدء بالكسر يُبدأ بهمزة الوصل بالكسر وجوباً في ثلاث حالات:
- إذا كان ثالث الفعل مفتوحاً: مثل: انْقَلَبَ، ارْتَضَى، اذْهَبُوا، اسْتَغْفِرُوا.
- إذا كان ثالث الفعل مكسوراً كسراً أصلياً: مثل: اهْدِنَا، اصْبِرْ، اكْشِفْ .
- إذا كان ثالث الفعل مضموماً ضماً عارضاً: وهو الضم غير الأصلي الذي جاء نتيجة عوارض صرفية. وفي هذه الحالة يُكسر الهمز وجوباً.
الأفعال الخمسة التي ضم ثالثها عارض في القرآن: هذه الأفعال الخمسة يُبدأ بها بالكسر وجوباً، مع أن الحرف الثالث فيها مضموم حال النطق، ولكن الضمة ليست أصلية:
- امْشُوا (في قوله تعالى: ﴿أَنِ امْشُوا﴾).
- اقْضُوا (أصلها: اقضيوا، نقلت ضمة الياء إلى الضاد ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين) .
- ابْنُوا .
- امْضُوا.
- ائْتُوا .
حالات حذف همزة الوصل خطًا ولفظًا (همزة وصل)
في مواضع محددة، تُحذف همزة الوصل نهائيًا من الرسم الإملائي، بينما في مواضع أخرى تُحذف لفظًا فقط عند الوصل.
1. حذفها خطًا ولفظًا:
- إذا وقعت بين علمين: تُحذف همزة "ابن" أو "ابنة" إذا وقعت بين اسمين علمين، وكان الثاني أباً أو نسباً للأول، وكانت "ابن" أو "ابنة" صفة، ولم تقع في أول السطر.
- مثال: عمر بن أبي ربيعة شاعر أموي.
- في البسملة الكاملة: تُحذف همزة "اسم" إذا وردت في البسملة الكاملة: "بسم الله الرحمن الرحيم" . وحذفت للتخفيف ولكثرة الاستعمال.
- بعد لام الجر: تُحذف همزة "الـ" التعريف لفظًا وخطًا إذا دخلت عليها لام الجر.
- أمثلة: لِلرُّؤْيَا، لِلْمُتَّقِينَ.
- بعد النداء: تُحذف همزة "ابن" إذا وقعت بعد حرف النداء "يا".
- مثال: يا بْن العراق اجتهد.
- بعد همزة الاستفهام: تُحذف همزة الوصل خطًا إذا دخلت عليها همزة الاستفهام.
- مثال: آلعلم أفضل من المال؟ (أصلها: أَلْعلم). (وقد تُبدل ألفاً أو تُسهّل في بعض كلمات القرآن عند دخول همزة الاستفهام على "الـ" التعريف مثل: ﴿آللَّهُ﴾ و ﴿أَأَعْجَمِيٌّ﴾).
2. تحريك الحرف الساكن قبل همزة الوصل (للتجويد)
عندما يسبق همزة الوصل حرف ساكن، لا يمكن التقاء ساكنين، لذا يُحرك الحرف الساكن الذي قبلها وفق قواعد خاصة في التجويد.
- بالكسر: إذا سبق همزة الوصل نون التنوين، فإن هذه النون تُحرك بالكسر. وإذا سبقها حرف ساكن غير تنوين، وغير نون "مِنْ"، وغير ميم الجمع، فإنه يُحرك بالكسر أيضاً.
- أمثلة: عَدْنٍ الَّتِي (نُونت نون التنوين بالكسر). أَنِ امْشُوا (نون الأمر الساكنة كُسرت).
- بالفتح: إذا سبقت همزة الوصل نون "مِنْ" الجارة، فإن النون الساكنة تُحرك بالفتح.
- مثال: مِنَ الْجِنَّةِ (أصلها مِنْ الجِنَّةِ).
- بالضم: إذا سبقت همزة الوصل ميم الجمع الساكنة، فإن الميم تُحرك بالضم.
- أمثلة: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (أصلها أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ).
همزة القطع: حقيقتها، ومواضعها الثابتة
همزة القطع هي الهمزة المتحركة التي تقع في أول الكلمة، وتثبت وتُنطق في حالتي الابتداء بها ووصلها بما قبلها (درج الكلام) .
تُرسم همزة القطع دائماً فوق الألف أو تحتها:
- تُرسم فوق الألف (أَ، أُ) إذا كانت مفتوحة أو مضمومة .
- تُرسم تحت الألف (إِ) إذا كانت مكسورة.
لماذا سُميت همزة القطع بهذا الاسم؟
سُميت همزة القطع بهذا الاسم لأنها تقطع النطق وتفصل بين الحروف. فهي تقطع ما قبلها عما بعدها في النطق.
- مثال: عندما نقول (وأَخَذَ)، فإن الهمزة تقطع الصوت وتظهر إجبارياً، فلا يمكن وصل الواو بالخاء مباشرة. وعندما نقول (كتاب أَحمد)، فإننا ننطق الهمزة في الوصل.
المواضع الثابتة لـ همزة القطع
تأتي همزة القطع في جميع المواضع التي لم تُذكر فيها همزة الوصل. المواضع التالية هي المواضع القياسية التي يجب أن تكون فيها الهمزة همزة قطع.
1. همزة القطع في الأفعال
- ماضي الفعل الثلاثي ومصدره:
- الماضي: أَكَلَ، أَخَذَ، أَمَرَ.
- المصدر: أَكْلاً، أَخْذاً، إِكْرام.
- ماضي وأمر ومصدر الفعل الرباعي (أربعة حروف):
- الماضي: أَرْسَلَ، أَكْرَمَ، أَحْسَنَ .
- الأمر: أَرْسِلْ، أَكْرِمْ، أَحْسِنْ .
- المصدر: إِرْسَالاً، إِكْرَام، إِحْسَان.
- الفعل المضارع المهموز الأول (المسند إلى المتكلم) :
- كل فعل مضارع يبدأ بهمزة، فإن همزته همزة قطع، لأنه يدل على المتكلم.
- أمثلة: أَكْتُبُ، أَسْتَعْمِلُ، أُكْرِمُ، أَنْصُرُ.
2. همزة القطع في الأسماء
تأتي همزة القطع في جميع الأسماء المبدوءة بهمزة، ما عدا الأسماء العشرة السماعية ومصادر الأفعال الخماسية والسداسية المذكورة في همزة الوصل.
- أمثلة: أَحْمَد، إِبْرَاهِيم، أَمَل، إِنْسَان، أَجْهِزَة.
- الضمائر: جميع الضمائر المبدوءة بهمزة هي أسماء قطع، مثل: أَنا، أَنْتَ، أَنْتِ، أَنْتُمَا، أَنْتُم.
3. همزة القطع في الحروف
تأتي همزة القطع في جميع الحروف المبدوءة بهمزة، ما عدا "الـ" التعريفية.
- أمثلة: إِنَّ، أَنَّ، إِلَى، أَوْ، أَمْ، إِلاَّ.
- أدوات أخرى: بعض الأدوات التي قد تكون حروفاً أو أسماء، مثل: إِلَّا، أَمَّا، إِذَا، أَيُّهَا.
ملاحظات خاصة بكتابة همزة القطع
- اسم العلم: تتحول همزة الوصل إلى همزة قطع إذا انتقلت الكلمة إلى اسم علم على مسمى.
- مثال: "ابتسام" كـ مصدر للفعل الخماسي (ابتسم) تكون وصلًا، لكن إذا سُميت بها فتاة ("إبتسام فتاة جميلة") تُكتب قطعاً. وكذلك كلمة "الإثنين" (يوم الإثنين) تُكتب قطعاً لأنها اسم يوم.
- الألف الممدودة (آ): كل كلمة مبدوءة بألف عليها مدة (آ) هي في الأصل همزة قطع. وهذه المَدّة تمثل همزتين: الأولى متحركة والثانية ساكنة (أصلها: أَأْ أو أَو).
- أمثلة: آدَم (أصلها أَأْدَم)، آمَنَ (أصلها أَأْمَنَ).
الاختبار العملي: التمييز بين همزة القطع وهمزة الوصل
أسهل طريقة إجرائية لمعرفة نوع الهمزة في بداية الكلمة هي استخدام "اختبار الواو والفاء". هذه الطريقة تساعدك على التمييز بين همزة الوصل والقطع بكل سهولة في النطق.
الطريقة العملية (الواو ككاشف صوتي):
يمكن وضع حرف الواو (و) أو الفاء (ف) قبل الكلمة ثم نطقها.
| النتيجة الصوتية | نوع الهمزة | الكتابة | مثال تطبيقي | التفسير | المرجع |
|---|---|---|---|---|---|
| نُطقت الهمزة (ظهرت) | همزة قطع | تُكتب الهمزة (أ - إ - ؤ) | (وَأَخَذَ)، (فَأَكْرَمَ) | الهمزة قطعت النطق بين الواو والحرف الذي يليها . | |
| سقطت الهمزة (لم تُنطق) | همزة وصل | لا تُكتب الهمزة (ا) | (وَاسْتَعْمَل)، (فَاسْمَع) | اتصل حرف العطف بالحرف الساكن الذي يلي الهمزة مباشرة . |
أمثلة إضافية للمقارنة:
- كلمة (اِجْلِسْ): نُضيف الواو، فتصبح (وَاجْلِسْ)؛ سقطت الهمزة، فهي همزة وصل.
- كلمة (أَكْتُبُ): نُضيف الواو، فتصبح (وَأَكْتُبُ)؛ ظهرت الهمزة، فهي همزة قطع.
أحكام متقدمة في تجويد همزتي القطع والوصل
في سياق التلاوة المتقنة للقرآن الكريم (التجويد)، تظهر أحكام دقيقة تتعلق بـ همزة القطع وهمزة الوصل.
1. حركة همزة الوصل بين الضم اللازم والضم العارض
كما ذكرنا سابقاً، الأصل في الأفعال هو البدء بضم همزة الوصل إذا كان ثالث الفعل مضموماً ضماً لازماً (أصلياً)، وبالكسر إذا كان الضم عارضاً .
مثال تطبيقي للضم العارض: كلمة (اقْضُوا)، أصلها الصرفي كان "اقْضِيُوا" بضاد مكسورة. ثم نُقلت ضمة الياء إلى الضاد، وحُذفت الياء لالتقاء الساكنين، فأصبحت الضاد مضمومة ضماً عارضاً. لذلك، عند الابتداء بكلمة ﴿اقْضُوا﴾ يجب كسر همزة الوصل، فنقول: "إِقْضُوا".
مراعاة اختلاف القراءات: في بعض الأفعال التي قرأها القراء بأوجه مختلفة في حركة الحرف الثالث، يجب مراعاة ذلك عند الابتداء.
- مثال: ﴿انْشُزُوا﴾: قرأ بعضهم بضم الشين، وقرأ آخرون بكسرها.
- لِمَن قرأ بضم الشين: يُبدأ بضم الهمزة (اُنْشُزُوا).
- لِمَن قرأ بكسر الشين: يُبدأ بكسر الهمزة (اِنْشِزُوا).
2. اجتماع همزة الاستفهام على همزة الوصل
عندما تدخل همزة الاستفهام (وهي همزة قطع مفتوحة) على كلمة تبدأ بهمزة وصل، فإن الحكم يختلف حسب نوع الكلمة:
- دخولها على "الـ" التعريفية:
- الأكثر شيوعاً هو تحويل همزة الوصل والأصلية إلى حرف مد (ألف ممدودة). ويُعرف هذا بالإبدال، مثل: ﴿قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ﴾ (آللهُ).
- أو قد تُسهّل همزة الوصل، كما في قوله تعالى: ﴿أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ﴾.
- دخولها على فعل أو اسم:
- تُحذف همزة الوصل خطًا ولفظًا، وتبقى همزة الاستفهام القطعية.
- مثال: (أَسْتَعْلَمْتَ؟) والأصل (أَئِسْتَعْلَمْتَ).
أسئلة شائعة (FAQ) حول همزة القطع وهمزة الوصل
س1: ما هي المواضع السماعية التي تكون فيها همزة الوصل؟
ج: المواضع السماعية (المحفوظة عن العرب) لوجود همزة الوصل هي في عشرة أسماء. سبعة منها وردت في القرآن الكريم وهي: ابن، ابنة، امرؤ، امرأة، اسم، اثنان، اثنتان. أما الأسماء الثلاثة المتبقية (است، ابنم، ايمن) فوردت في غير القرآن.
س2: متى تُحذف ألف الوصل من كلمة "اسم"؟
ج: تُحذف همزة الوصل من كلمة "اسم" كتابةً (خطًا) ولفظاً إذا وقعت في البسملة الكاملة فقط، فنقول "بسم الله الرحمن الرحيم". والسبب في الحذف هو التخفيف وكثرة الاستعمال لهذه الصيغة. إذا ذُكرت البسملة ناقصة، ثبتت الألف، نحو: "باسم الله".
س3: كيف أحدد حركة همزة الوصل عند الابتداء بها في الأفعال؟
ج: تعتمد حركة همزة الوصل في الأفعال على حركة الحرف الثالث. تُفتح الهمزة فقط في "الـ" التعريفية [4، 51]. أما في الأفعال، فتكون:
- مضمومة إذا كان ثالث الفعل مضموماً ضماً لازماً (أصلياً).
- مكسورة إذا كان ثالث الفعل مفتوحاً أو مكسوراً أصلياً، أو مضموماً ضماً عارضاً (مثل الأفعال الخمسة: ائتوا، امشوا، اقضوا، ابنوا، امضوا).
س4: هل الأفعال الرباعية تأخذ همزة قطع أم همزة وصل؟
ج: الأفعال الرباعية (ماضيها وأمرها ومصدرها) تأخذ دائمًا همزة قطع. همزة الوصل لا تأتي في الأفعال الرباعية أبداً. مثال: أَرْسَلَ، أَرْسِلْ، إِرْسَال.
س5: ما الفرق الجوهري بين همزة الوصل والقطع في النطق؟
ج: همزة الوصل تسقط ولا تُنطق عند وصل الكلمة بما قبلها (مثال: فَاسْمَع)، بينما همزة القطع تثبت وتُنطق دائماً سواء في البدء أو الوصل (مثال: فَأَكْرَمَ).
إتقان القطع والوصل، إتقان للغة
إن إتقان التمييز بين همزة القطع وهمزة الوصل هو إتقان لجانب أساسي من صميم اللغة العربية. لقد رأينا أن همزة الوصل هي همزة تسهيل (سُلَّم اللسان) تُعين على النطق بالساكن، وتتميز بقواعدها القياسية في أفعال وأسماء محددة (كالخماسي والسداسي وأمر الثلاثي و"الـ" التعريفية والأسماء السماعية). في المقابل، همزة القطع هي الهمزة الثابتة التي تظهر في سائر مواضع الكلام.
من خلال تطبيق اختبار الواو والفاء، ومراعاة الضوابط الدقيقة لحركة همزة الوصل في الأفعال (الضم اللازم والكسر في حالتي الفتح والكسر أو الضم العارض)، يمكن للقارئ والكاتب التخلص من الأخطاء الشائعة المتعلقة بـ كتابة همزة القطع وهمزة الوصل.
إن اللغة العربية، بجمال قواعدها، تضع هذه الأحكام ليس تعقيداً، بل لضمان سلاسة النطق واتصال المعاني. وكما أن همزة الوصل هي بمثابة جسر يربط بين حرفين دون انقطاع، فإن فهم هذه القواعد يمثل جسراً يربطنا بجمال التعبير ودقة الإملاء.
هل لديك استفسارات حول حالات خاصة لـ ألف الوصل وهمزة القطع؟ شاركنا بها في التعليقات لنتناقش فيها.
