أسباب الهداية والضلال وفضائل إفشاء السلام

أسباب الهداية والضلال وفضائل إفشاء السلام

لقد جرت حكمة الله عز وجل على أن يكون لكل شيء سبب يحققه، سواء كان ذلك في نظام الكون أو في مسار حياة الإنسان الروحية والدينية. هذه الحقيقة قد تغيب عن أذهان الكثيرين، رغم أنها تشكل محور العلاقة بين العبد وربه، وتحدد مسار النجاح أو الخسارة.

إن فهمنا لهذا القانون الإلهي، قانون السببية، هو المدخل الصحيح نحو معرفة أسباب الهداية والضلال وفضائل الأعمال الصالحة. فالله لم يترك الأمور تسير بعشوائية، بل وضع طرقاً واضحة للوصول إلى الجنة وطرقاً تؤدي إلى النار. هذه الطرق، أو الأسباب، ليست مجرد نظريات، بل هي تطبيقات عملية يمكن للمؤمن أن يستثمر فيها لكسب فضائل كسب الحسنات وتحقيق الثبات على الدين.

هذا المقال يأخذك في رحلة معرفية معمقة، مستندة إلى النصوص الشرعية، لنكتشف معاً كيف نميز بين الأسباب المادية والأسباب الشرعية، وما هي الخطوات العملية المتاحة لنا لتعزيز إيماننا والنجاة من مزالق الضلال.

قانون السببية الكوني والشرعي

لقد قسّم الله عز وجل الأسباب التي تحقق مسبباتها إلى قسمين رئيسيين، يشكل فهمهما أساساً لمعرفة كيفية سير الحياة والوصول إلى الفوز الأبدي.

الأسباب الكونية المادية: اشتراك الصالح والطالح

القسم الأول من الأسباب هي الأسباب الكونية المادية، وهي تلك التي يشترك في معرفتها الصالحون والطالحون، والمؤمنون والكافرون. هذه الأسباب ملموسة ومحسوسة، وتخضع لقوانين الطبيعة التي أودعها الله في خلقه.

أمثلة واقعية:

  • يعلم جميع الناس أن الطعام والشراب هما من أسباب الحياة والبقاء.
  • يعلم الجميع أن استنشاق الهواء ضروري للحياة.

هذه الأسباب المادية تبدأ واضحة للجميع ثم تبدأ في الترقي والخفاء، حتى يتفرد بمعرفتها خاصّة الناس. هذا التفرد المعرفي يظهر في العلوم المختلفة التي يستغلها الإنسان لتحقيق نتائج مادية معينة.

الأسباب الدينية الشرعية: طريق الجنة والنار

القسم الثاني، وهو الأهم في سياق أسباب الهداية والضلال وفضائل الأعمال، هو الأسباب الدينية الشرعية. هذه الأسباب هي التي تربط العمل بالجزاء، وتحدد مصير الإنسان في الآخرة.

من هذه الأسباب المعروفة للجميع أن دخول الجنة ودخول النار لكل منهما سببه الشرعي:

  1. دخول الجنة: سببه العمل الصالح (من عمل صالحاً فلنفسه)، مصداقاً لقوله تعالى: {ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون}.
  2. دخول النار: سببه الكفر أو الفسوق. ومع ذلك، هناك فرق بين الفريقين:
    • الكفار: يخلدون في النار.
    • الفساق: ينجون من الخلود في النار بسبب إيمانهم وتوحيدهم.

وهذا يوضح أن التوحيد والإيمان هما الركيزة الأساسية للنجاة من الخلود في العذاب، بينما العمل الصالح هو السبب الشرعي لدخول الجنة والتمتع بنعيمها.

فضائل الأعمال وأسباب التحابب: بناء مجتمع الإيمان

لا تقتصر الأسباب الشرعية على الأعمال الكبرى كالصلاة والصيام، بل تشمل أيضاً الأسباب التي تحقق المحبة والألفة بين المسلمين، وهي أسس الثبات والاجتماع على الخير.

الإيمان مفتاح الجنة والتحابب أساس الإيمان

أكد النبي صلى الله عليه وسلم على علاقة وثيقة بين دخول الجنة، والإيمان، والمحبة، حيث قال: "والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا".

هذا الحديث يوضح تسلسلاً منطقياً وشرعياً:

  1. الغاية العظمى هي دخول الجنة.
  2. السبب المؤدي إليها هو الإيمان.
  3. السبب المؤدي إلى كمال الإيمان (الذي يوجب دخول الجنة) هو التحابب بين المسلمين.

وبالتالي، فإن إيجاد أسباب الهداية يمر حتماً عبر تعزيز المحبة المتبادلة في المجتمع الإسلامي.

إفشاء السلام: السبب الشرعي للود

بعد أن ربط النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بالمحبة، قدم سبباً عملياً وشرعياً لتحقيق هذه المحبة، وهو: إفشاء السلام. قال صلى الله عليه وسلم: "أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم".

إفشاء السلام ليس مجرد عادة اجتماعية، بل هو سبب شرعي لوجود التحابب بين المسلمين وتدبير التدابر والتباغض. لكن هنا يجب الانتباه إلى التفريق الدقيق الذي أشار إليه العلماء بين "إلقاء السلام" و"إفشاء السلام":

الفرق بين الإلقاء والإفشاء

  • إلقاء السلام: هو أقل درجات التحية، وهو واجب شرعي، وتركه يُعد إثماً على الأصح من قولي العلماء عند لقاء المسلم. القاء السلام هو جزء من الإفشاء، ولكنه لا يعني الإفشاء.
  • إفشاء السلام: يعني كثرة الاستعمال وكثرة القاء السلام.

نجد اليوم، للأسف، أن الكثيرين في بعض البلاد الإسلامية يهملون ليس فقط إفشاء السلام، بل حتى إلقائه، مستبدلين التحية الشرعية بعبارات مثل "صباح الخير" أو "مرحباً"، وهذا خلاف للواجب المأمور به في الإسلام.

هذا الإهمال لواجب لا يكلف شيئاً (فبدل قولك "مرحباً" تقول "السلام عليكم")، يدل على نقص في التربية الإسلامية الصحيحة. إذا كان جماهير المسلمين يهملون هذا الواجب اليسير، فهل يُتوقع منهم أن يقوموا بالجهاد الأكبر؟ لا يستطيعون، ولا مجال للمسلمين العاطفيين أن يطمعوا في الجهاد حقيقة في سبيل الله إلا بالعلم أولاً، ثم بالعمل المقرون بالعلم النافع.

كيف تكسب 30 و 40 حسنة بأيسر العبادات

يُعدّ السلام مثالاً بليغاً على سعة رحمة الله، وكيف أنه جعل أسباب الهداية وفضائل الأعمال متاحة بكثافة أجرية عالية مقابل جهد يسير.

إن التحية الكاملة هي سبب يسير، وفضائل كسب الحسنات فيها عظيمة. روى الإمام أحمد وغيره حديثاً صحيحاً يوضح هذا التسلسل:

  1. التحية الدنيا (10 حسنات): دخل رجل فقال: "السلام عليكم"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عشر" (أي كُتب له عشر حسنات).
  2. التحية الوسطى (20 حسنة): دخل ثانٍ فقال: "السلام عليكم ورحمة الله"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "20" (فزيد له في الحسنات).
  3. التحية الكاملة (30 حسنة): دخل ثالث فقال: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "30" (فزيدت له عشر أخرى).

لذا، ينبغي على المسلم أن يكون طماعاً في الخير، ولا يكتفي بالقليل من الأجر، بل يحرص على كسب 30 حسنة بـ "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

واجب الرد: الرد بالمثل أو الزيادة

إن فضائل كسب الحسنات لا تقتصر على الملقي للسلام، بل تمتد إلى الراد. فإذا حُييتم بتحية، فحيوا بأحسن منها أو ردوها.

هنا يظهر الأجر المضاعف للراد:

  • الرد بالمثل (30 حسنة): إذا ألقى عليك المسلم السلام كاملاً ("السلام عليكم ورحمة الله وبركاته")، فالواجب عليك أن ترد بالمثل: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته". وفي هذه الحالة، يُكتب لك 30 حسنة.
  • الرد بالأحسن (40 حسنة): الله عز وجل يقول: {فحيوا بأحسن منها أو ردوها}. وعليه، إذا قال لك المسلم السلام الكامل، فإن الأحسن في الرد هو أن تزيد على السلام الكامل "ومغفرته". هذه الزيادة (ومغفرته) يكتب لك والحالة هذه 40 حسنة.

للأسف، هذا النوع من الرد (الزيادة على السلام الكامل) مهجور وغير معمول به بين كثير من الناس. وقد يرى بعض العلماء أنه لا يوجد أحسن من السلام الكامل فيعطلون الرد بالتي أحسن، بينما هذا من تمام تطبيق القرآن والسنة.

منزلة الدلالة على الخير

هناك سبب آخر لكسب الحسنات يتعلق بالسلام، وهو الدلالة على الخير. عندما تُلقي السلام كاملاً (30 حسنة)، فإنك تكون سبباً ودليلاً للآخر ليرد عليك بنفس الأجر. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الدال على الخير كفاعله".

إذاً، الملقي للسلام الكامل يكتب له:

  1. 30 حسنة مقابل عمله (إلقاء السلام).
  2. 30 حسنة أخرى مقابل دلالته على الخير (لأنه دلّ الراد على طريقة كسب 30 حسنة).

وإذا ردّ عليك الراد بالإحسان وزاد "ومغفرته" (40 حسنة)، فإنه يكتب لك 30 حسنة دلالة (كونه لم ينقص في الرد الواجب)، ويكتب للراد 40 حسنة.

موانع الهداية ومداخيل الشيطان

كما أن هناك أسباب للهداية والبركة، فإن هناك أسباب للضلال ومداخل يتخذها الشيطان للنيل من إيمان العبد، حتى وإن كان مؤمناً.

أكل أموال الناس بالباطل

من أخطر مداخيل الشيطان التي تؤدي إلى الوقوع في الظلم والضلال، هي ذريعة استرداد الحقوق المهضومة بالتحايل. قد يرى البعض أن الحكومة أو مؤسسة ما ظلمته (بأخذ ضرائب، أو عدم إعطاء حقوق)، فيدّعي أنه يجوز له أن يسجل ساعات دوام زائدة زائفة ليأخذ مقابلها مالاً، بحجة استرداد حقه.

الرد على هذا يكون حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك".

إن استغلال الشيطان لمناسبة استرداد ما يُدّعى من حق من ظالم (حكومة أو فرد) يفتح على الإنسان باباً ليأكل أموال الناس في الباطل. فالمدّعي قد يوسوس إليه الشيطان أنه مظلوم بـ 100 دينار، بينما هو في الحقيقة مظلوم بـ 90 ديناراً فقط، فيأخذ زيادة بالباطل. ولأن المدعي قد لا يملك شاهداً على مقدار الظلم الذي وقع عليه، فمن هنا يفتح على نفسه باباً لأكل أموال الناس.

لذلك، ومن باب سد الذريعة، وهو مبدأ عظيم في الشريعة، فإن الأمر يبقى بإداء الأمانة وعدم الخيانة، حتى وإن خانك الآخر.

آفة الإلحاد والإنكار

الإلحاد هو انكار الدين بالكلية. وحكمه في الشريعة واضح وصريح، وهو الخلود في نار جهنم. هذا هو أسوأ أسباب الضلال وأخطرها على الإطلاق، لأنه ينفي الأصل الذي تقوم عليه كافة الأسباب الشرعية وفضائل الأعمال.

التواصي بالحق: التحذير من أن تكون "إمعة"

من أسباب الثبات على الهداية أن يوطن المرء نفسه على الحق بغض النظر عن سلوك الآخرين. نصح عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أصحابه قائلاً: "لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن أساءوا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسنوا أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا".

هذا المنهج يحصن المرء من الانجرار خلف تيار السوء أو رد الظلم بظلم مثله، مما يجعله ثابتاً على الحق، ويجنبه الوقوع في الضلال الذي سببه تقليد السيئين.

خطورة الإهمال في الواجبات الصغيرة

كما ذكرنا سابقاً، فإن إهمال الواجبات اليسيرة، مثل الرد الكامل للسلام، يعد مؤشراً خطيراً. هذا الإهمال (الذي لا يكلف شيئاً) يدل على أن المسلمين لم يربوا التربية الإسلامية الصحيحة على المنهج المحمدي.

إن العجز عن أداء واجب يسير يدل على العجز عن أداء واجبات أكبر وأشق، مثل الجهاد في سبيل الله. إذاً، فالانصراف عن المنهج النبوي في أدق التفاصيل يعد سبباً في التراخي والضلال عن الطريق المستقيم.

الجمع بين الفرض والنفل

في سعي المؤمن لـ كسب فضائل الحسنات، قد يلجأ إلى الجمع بين النيات في عمل واحد، وهو ما يتعلق بـ الأسباب الشرعية للأجر المضاعف.

الضوابط الشرعية لضم النيات

فيما يتعلق بضم نية عمل إلى نية عمل آخر، هناك تفصيل دقيق في حكم الشرع:

  1. الجمع بين نية النفل ونية النفل: يجوز بلا شك.
  2. الجمع بين نية الفرض ونية النفل (وهو الجائز): يجوز أن يجمع إلى نية الفريضة نية النافلة.
  3. العكس (وهو غير الجائز): لا يجوز أن يجمع إلى نية النافلة نية الفريضة.

مثال تطبيقي على الجمع الجائز: رجل أو امرأة عليه قضاء يوم من رمضان (لحيض أو مرض أو سفر). هو يريد أن يصوم هذا اليوم للقضاء، لكنه يقصد أن يجعل صومه في يوم الاثنين أو الخميس، لأنه يعلم أن صيام هذين اليومين نفلاً له فضيلة خاصة في الأحاديث الصحيحة.

في هذه الحالة، يجوز له أن ينوي نية القضاء (الفرض) ونية صيام اليوم الفاضل (النفل) في ذات الوقت. وهذا خير له من الذي لا ينوي نية النفل، فلو صام القضاء في يوم الاثنين أو الخميس ولم يخطر في باله نية النفل، فإنه لا يُكتب له إلا أجر القضاء.

قصة الأعرابي: الثبات على الفرائض أولاً

بالرغم من أهمية فضائل كسب الحسنات من النوافل، يجب أن نتذكر دائماً أن الأولوية هي للفرائض، والقيام بها على أكمل وجه هو أحد أسباب الهداية وضمان الجنة.

جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عما فرض الله عليه. فذكر له النبي خمس صلوات وصوم شهر رمضان. فسأل الأعرابي: هل علي غيرهن؟ قال: "لا، إلا أن تطوع".

عندئذٍ، تعهد الرجل قائلاً: "والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص" (أي لا يزيد نوافلاً ولا ينقص فرائض). فماذا شهد له النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: "أفلح الرجل إن صدق" أو "دخل الجنة إن صدق".

الرسول علق دخول الجنة بـ "إن صدق"، لأن الوفاء بالوعد والثبات على أداء الفرائض كاملاً، دون زيادة تطوعاً أو نقصان، هو دليل النجاح والفلاح. هذا يؤكد أن الإتقان في أداء ما فُرِض هو الأساس الراسخ الذي يجب أن يبنى عليه أي سعي آخر لكسب الحسنات.

أسباب الهداية

لتحقيق الثبات على طريق الهداية والاستفادة القصوى من الأسباب الشرعية التي وضعها الله، يمكن تطبيق الخطوات التالية:

  1. اطلب العلم أولاً: لا يمكن تحقيق الجهاد الحقيقي أو الثبات إلا بالعلم أولاً، ثم بالعمل المقرون بالعلم النافع. ابدأ بتعلم الفروض والواجبات الدينية.
  2. كن حريصاً على كسب الأجر الأقصى: لا تكن من "الجمال القانعين بالقليل من الأجر". اهتبلها فرصة: عند دخول أي مجلس، ألق السلام كاملاً ("السلام عليكم ورحمة الله وبركاته") لتضمن 30 حسنة لك، و 30 حسنة أخرى دلالة على الخير.
  3. الرد بالإحسان: عند الرد على السلام الكامل، احرص على الزيادة بقولك "ومغفرته"، لتحقق فضائل كسب الحسنات الأكبر (40 حسنة)، وتطبيقاً لقوله تعالى: {فحيوا بأحسن منها}.
  4. أد الأمانة ولا تخن: إذا تعرضت للظلم، لا تتخذ من ذلك ذريعة لأكل أموال الناس بالباطل أو الغش. تذكر القاعدة: "أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك".
  5. وطّن نفسك على الحق: لا تكن "إمعة". عوّد نفسك على الإحسان حتى إن أساء الناس، ووطّنها على عدم الظلم حتى إن ظلمك الآخرون.

الأسئلة الشائعة 

1. ما الفرق بين الأسباب الكونية والأسباب الشرعية؟

الأسباب الكونية المادية هي الأسباب التي وضعها الله في نظام الحياة والمادية، ويشترك في معرفتها الصالح والطالح (مثل الطعام والشراب للحياة). أما الأسباب الشرعية فهي الأسباب الدينية التي رتب الله عليها الجزاء الأخروي، مثل العمل الصالح لدخول الجنة.

2. كيف يكون إفشاء السلام من أسباب الهداية والتحابب؟

إفشاء السلام (أي الإكثار من إلقائه) هو سبب شرعي نصّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم لتحقيق المودة والمحبة بين المسلمين، والتي بدورها تعد شرطاً لكمال الإيمان المؤدي لدخول الجنة. والإهمال في هذا الواجب اليسير يعد من أسباب الضلال الجزئي.

3. ما هي فضائل كسب الحسنات عند إلقاء السلام والرد عليه؟

إلقاء السلام كاملاً ("السلام عليكم ورحمة الله وبركاته") يكسب 30 حسنة، ويُكتب للمُلقي 30 حسنة أخرى لأنه دلّ الراد على الخير (الدال على الخير كفاعله). أما الرد الأحسن على السلام الكامل، بإضافة "ومغفرته"، فيكسب الراد 40 حسنة.

4. هل يجوز للمسلم أن يجمع بين نية الفرض ونية النفل؟

نعم، يجوز أن يجمع إلى نية الفرض نية نفل، مثل أن ينوي صيام قضاء يوم من رمضان (فرض) في يوم الاثنين أو الخميس (نفل له فضيلة). ولا يجوز العكس، أي لا يجمع إلى نية النفل نية الفرض.

5. ما حكم الإلحاد في الدين؟

الإلحاد هو إنكار الدين. وحكمه في الدين هو الخلود في نار جهنم.

اغتنام أسباب الهداية

لقد تجلى لنا بوضوح أن الله عز وجل جعل لكل شيء سبباً، سواء في نظام الكون أو في مسالك الهداية والضلال. وأسباب الهداية والضلال وفضائل الأعمال الصالحة ليست بالضرورة أموراً معقدة، بل هي غالباً أمور يسيرة كالتحابب وإفشاء السلام، حيث يتاح للمؤمن كسب الحسنات بأعداد عظيمة مقابل عمل بسيط.

إن مفتاح الفلاح يكمن في العلم النافع المقرون بالعمل، والحرص على أداء الفرائض بتمامها، ثم السعي لاغتنام كل فرصة لضم نية نفل إلى نية الفرض، والاستزادة من الأجر.

ندعوكم إلى أن تكونوا دائماً من الطامعين في الخير، وأن تحرصوا على تطبيق هذه الأسباب الشرعية في حياتكم اليومية لتعزيز إيمانكم وبناء مجتمع مترابط. شاركونا تجربتكم في تطبيق فضائل السلام الكامل، ودلونا على خيرٍ آخر نتعلم منه.

تعليقات