في هذه الدنيا لا يكاد ينجو إنسان من مواجهة أشخاص يتسببون له في الأذى. قد يكون هذا الأذى نفسيًا، أو جسديًا، أو حتى معنويًا، ومثل هذا التعامل الصعب يهدد راحة البال وصفاء النفس. إن التعرض للكرب والشدائد أمر وارد، وقد يتساءل المرء عن السبب وراء التغير المفاجئ في حاله، كالكسل أو تراجع التركيز، وقد يعود ذلك أحيانًا إلى عوامل نفسية أو حتى حسد أو عين. ومهما كان مصدر هذا الضرر سواء كان ظالمًا بيّنًا، أو قريبًا مؤذيًا، أو حتى سحرًا وحقدً فإن المنهج الإسلامي يزودنا بأقوى سلاح لمواجهة هذه التحديات: وهو دعاء للخلاص من شخص مؤذي مجرب وأدعية ابن باز وابن عثيمين، مع الأخذ بالأسباب والتحلي بالصبر.
إن الدعاء يمثل سلاح المؤمن في كل المواقف، وهو الوسيلة الأقوى للجوء إلى الله تعالى، القادر وحده على رفع البلاء ودفع الشر عن عباده. والدعاء من أنفع الأدوية، ووصفه ابن القيم بأنه عدو البلاء، يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله، أو يخففه إذا نزل.
أهمية الدعاء كدرع للمؤمن في مواجهة الأذى والشدائد
إن اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء في أوقات الكرب والشدة هو استجابة لأمر رباني، حيث يقول الله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" (البقرة: 186). وهذا التأكيد الإلهي على القرب والاستجابة يمنح المؤمن الطمأنينة الكاملة عندما يواجه أذى الآخرين أو مكائد الحاقدين.
وقد أكد العلماء على أن الدعاء ليس مجرد وسيلة لطلب الحاجات، بل هو في حد ذاته دواء نافع، بل هو أعدى أعداء البلاء. فالبلاء قد ينزل، لكن الدعاء يتلقاه، فيعتلجان (أي يتصارعان) حتى يوم القيامة. لهذا، ينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء في كل أحواله، وخاصة عند اشتداد الأذى.
الأدعية النبوية المستجابة عند الكرب والهم (دعوات المكروب)
لقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة من الأدعية المأثورة التي تُقال عند نزول الكرب والشدة، وهي تمثل الأساس الروحي والشرعي لأي دعاء للخلاص من شخص مؤذي:
-
دعاء التوكل المطلق والتفويض: لقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً". وهذا الدعاء يعلّم المؤمن الاستسلام التام لله، والإقرار بالعبودية، واليقين بأن الناصية بيد الخالق وحده.
-
دعاء الالتجاء والرحمة: من دعوات المكروب التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت". وهذا الدعاء يحمل معنى عظيمًا في طلب كمال الصلاح في جميع الأحوال، مع التبرؤ من الحول والقوة الشخصية.
-
دعاء التوحيد والتعظيم عند الشدة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب بقوله: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم". وهذا الدعاء يركز على صفات الله العظيمة (العظمة، الحلم، الربوبية)، مما يثبت القلب في مواجهة الشدائد.
-
كلمات يونس عليه السلام: قال صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه: كلمة أخي يونس عليه السلام، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين". وهذا الدعاء هو اعتراف بالذنب، مقرون بالتنزيه لله، وطلب للخلاص.
-
دعاء عظيم شامل عند الكرب (حديث علي بن أبي طالب): أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بهذه الكلمات ليقولها إن نزل به كرب أو شدة: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْكَرِيمُ الْحَلِيمُ، سُبْحَانَهُ وَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".
دعاء للخلاص من شخص مؤذي مجرب: صيغ جامعة للتوكل والدفع
عندما يواجه الإنسان شخصًا يسبب له الأذى النفسي أو المعنوي، فإنه يبحث عن صيغة جامعة ومؤثرة لدفع هذا الشر. وقد وردت صيغ مجربة تعبر عن التوكل المطلق على الله في دفع كيد الظالمين:
الصيغة الجامعة للخلاص من الأذى (المجربة)
من الأدعية المجربة التي تعين على التخلص من شر شخص مؤذي هي الدعاء الذي يركز على تدمير كيد الظالم ورده إلى نفسه:
- "اللهم اكفني شر فلان بما شئت وكيف شئت، إنك على كل شيء قدير. اللهم اصرف عني أذاه وشره، واجعل كيده في نحره، ورد كيده إلى نفسه، ونجني من شره يا أرحم الراحمين".
هذا الدعاء هو صيغة شاملة وواضحة، تدل على اليقين المطلق بأن الله هو الحافظ والمعين، والقادر على استخدام أي وسيلة (بما شاء وكيف شاء) لدفع الأذى.
الاستعاذة النبوية من الشرور
من الأدعية المأثورة التي تتضمن دفع الشر عمومًا، والتي تصلح لإبعاد شر الناس والأذى، هو الاستعاذة من الشرور المختلفة:
- "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن".
- "اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل".
- وكذلك الدعاء المأثور عند خوف القوم (أي جماعة من الناس): عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قومًا قال: "اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم".
أدعية ابن باز وابن عثيمين للخلاص من الأشرار
لأهمية الموضوع وتكرر الأسئلة حوله، قدم كبار العلماء توجيهات محددة وصيغًا مختصرة ونافعة للاستعانة بها في دفع أذى الناس، وهي تعتبر جزءًا أساسيًا من دعاء للخلاص من شخص مؤذي مجرب وأدعية ابن باز وابن عثيمين.
1. نصيحة الشيخ ابن باز لدفع الأذى
أوصى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء عند التعرض للأذى. ومن الأدعية التي وجه إليها لدفع أذى الأعداء أو الأشخاص المؤذيين هي صيغة الاستكفاء:
- "اللهم اكفنيهم بما شئت".
هذه الصيغة تحمل معنى عظيمًا في تفويض الأمر لله ليصرف شرهم بأي وسيلة يختارها سبحانه، سواء كانت بالكف عن الأذى، أو بانشغالهم بأنفسهم، أو بأي قضاء إلهي يرفع الضرر عن الداعي.
2. نصيحة الشيخ ابن عثيمين للاستعاذة من شر المؤذي
نصح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله بصيغة دعاء تركز على الاستعاذة من جوانب الأذى المتعددة، وهي تركز على التحصين من المؤذي تحديدًا:
- "اللهم إني أعوذ بك من شره وأعوذ بك من كيده وأعوذ بك من أذاه".
هذا الدعاء يغطي ثلاثة محاور أساسية لشر المؤذي: شره العام (النتائج المباشرة لأفعاله)، كيده (مكره وتدبيره الخفي)، وأذاه (الضرر الواقع).
الإطار الشرعي للتعامل مع الظالم: ضوابط الدعاء عليه (الاعتداء في الدعاء)
عندما يشتد الأذى والظلم، قد يلجأ المظلوم إلى الدعاء على الظالم، وهذا حق مكفول في الشريعة الإسلامية، لكنه مقيد بضوابط دقيقة لضمان عدم الوقوع في الاعتداء في الدعاء.
جواز الدعاء على الظالم وضوابطه
أفتى الشيخ ابن باز رحمه الله بأنه لا حرج في الدعاء على من ظلم بقدر ظلمه. واستدل بقول الله تعالى: "لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ" (النساء: 148). فمن تعرض للظلم، يحق له أن يدعو على من ظلمه بأن يجازيه الله على قدر ظلمه وما يستحق.
ومع ذلك، يشدد العلماء على أن الأفضل هو العفو والصفح. إذا سمح المظلوم وعفا، فإن له أجرًا عظيمًا. أما إذا اختار الدعاء على الظالم، فعليه أن يلتزم بالحدود الشرعية.
الفرق بين دعاء المظلوم ودعاء المعتدي
أوضحت الفتاوى أن دعوة المظلوم مستجابة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله لمعاذ: "اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ". وحتى لو كان المظلوم كافرًا ودعا على ظالمه المسلم، فإن الله يستجيب له محبة للعدل.
لكن هذه الاستجابة مقيدة بمظلمته:
- القيد بالتظلم: أكد الشيخ ابن عثيمين أن المظلوم دعوته مستجابة إذا دعا على ظالمه بمثل ما ظلمه أو أقل.
- الاعتداء في الدعاء: إذا تجاوز المظلوم الحد في الدعاء على ظالمه (بأن دعا بأكثر مما يستحقه الظالم)، فإنه يعد معتديًا ولا يستجاب له.
- صور الاعتداء: الاعتداء في الدعاء يشمل الدعاء بغير دعاء شرعي، أو رفع الصوت في غير محله، أو الدعاء على من لا يستحق، أو الدعاء على الأرحام بغير حق، فهذا يدخل في قطيعة الرحم ولا يجوز.
فالميزان هو العدل، والمظلوم يجب أن ينصف له من الظالم. ولذلك، يفضل العلماء دائمًا الدعاء بأن يكفيك الله شره، أو أن يدعو له بالهداية، بدلاً من الدعاء المباشر عليه.
أذكار الوقاية من الشر
إن الوقاية خير من العلاج، والجزء الأكبر من الخلاص من الشر هو التحصين الروحي المستمر من خلال الأذكار المأثورة التي تكفي من كل شيء، وهي جزء لا يتجزأ من التوكل اللازم عند ترديد دعاء للخلاص من شخص مؤذي مجرب.
التحصين بالمعوذات والأدعية الجامعة
المحافظة على أذكار الصباح والمساء تقي من شر كل ذي شر، وهي تشكل سياجًا منيعًا ضد السحر والحسد والأذى:
- سورة الإخلاص والمعوذتين: قال صلى الله عليه وسلم: "قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء". هذه الأذكار تكفي المسلم وتحفظه.
- دعاء "بسم الله الذي لا يضر": قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات لم يضره شيء".
- تكرار "حسبي الله" سبع مرات: من أهم أذكار التحصين ما ورد في الحديث: "من قال حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة".
استثمار الأوقات الفاضلة لدفع الأذى
إلى جانب الأذكار اليومية، ينبغي للمؤمن أن يستغل أوقات استجابة الدعاء لطلب الخلاص ودفع الأذى:
- قيام الليل: يُنصح بالاستعانة بالدعاء في ثلث الليل الأخير، وهو وقت النزول الإلهي، حيث يقول الله: "من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له".
- صلاة الضحى: المواظبة على صلاة أربع ركعات أول النهار (صلاة الضحى) هي سبب لكفاية الله تعالى العبد آخر النهار، فقد جاء في الحديث القدسي: "يا ابن آدم: صل أربع ركعات أول النهار أكفك آخره".
خطوات عملية للتحصين ودفع الأذى بالدعاء
إن الإيمان بأن الدعاء هو الأساس للخلاص من شر الناس يجب أن يقترن باتخاذ الأسباب المشروعة في التعامل مع الشخص المؤذي. الدعاء وحده لا يكفي، بل يجب أن يكون مصحوبًا بذكاء اجتماعي وصبر وحزم.
نصائح عملية للتعامل مع الشخص المؤذي اجتماعياً
عند مواجهة شخص يمارس الأذى المستمر، سواء كان قريبًا أو بعيدًا، هناك مسار عملي شرعي يوازن بين الأخلاق والوقاية:
- التحلي بالصبر والعفو: أولى النصائح هي الصبر على الأذى، وتذكير النفس بأن الصبر فيه أجر عظيم عند الله. والأفضل دائمًا عدم مقابلة الأذى بالمثل. وإذا تركت الدعاء على الظالم وعفوت، فالأجر أكبر.
- تجنب الاحتكاك المباشر: يجب محاولة تجنب الاحتكاك المباشر مع الشخص المؤذي قدر الإمكان.
- الاستعانة بأهل الخبرة: في حال تفاقم الأذى وصعوبة التعامل معه، ينبغي الاستشارة مع أهل العلم أو ذوي الخبرة في الأمور النفسية والتربوية، أو حتى الأطباء، للحصول على توجيهات محددة.
- فرض الحدود والحزم: عند التعامل مع قريب مؤذٍ، يجب استعمال الحزم ووضع حدود وقواعد واضحة تحمي نظام عيشك من انتهاك أخطاء وتعديات هذا الشخص. الحزم لا يتعارض مع اللطف في التعبير. على سبيل المثال، إذا كانت زيارة شخص مؤذٍ تضر وتؤذي وتُدخل الحزن على النفوس، فلا حرج في رفض استقباله كزائر، مع الحفاظ على الحد الأدنى من صلة الرحم. فالمبيت في بيت الآخرين يكون حيث تفرضه الظروف، وليس بلا داعٍ يضطر الإنسان إليه.
- تقليل العلاقة عند الضرورة: إذا وصل الأمر إلى أن الرحم تضر وتؤذي وتظلم، وبعد استنفاد الوسائل المنظمة للعلاقة، فلا حرج في تقليل العلاقة والتواصل إلى الحد الذي يعفي من الضرر والأذى. وفي هذه الحالة، لا يقال لمن قطعها أنه عليه إثم قاطع الرحم. وقد رخص العلماء في مجانبة الشخص وبعده إذا خيف من مكالمته أو صلته ما يفسد الدين أو يولد مضرة في الدنيا أو الدين. وقد قال ابن عبد البر رحمه الله: "رب صرم جميل خير من مخالطة مؤذية".
تذكير بآثار الذنوب والمعاصي
من الجوانب المهمة التي يجب على المؤمن الانتباه إليها عند اللجوء إلى الله بالدعاء هي حالته الروحية الخاصة. فقد اتفق العلماء وأرباب السلوك أن للذنوب والمعاصي آثارًا وعقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. قد تكون بعض المشاكل والأذى الذي يتعرض له الإنسان ناتجة عن تقصيره الروحي. لذا، فإن الدعاء للخلاص من شخص مؤذي يجب أن يقترن بالتوبة والاستغفار والاجتهاد في العبادة لضمان زوال المعيقات بين العبد وربه.
الأسئلة الشائعة حول دعاء الخلاص من شخص مؤذي
س1: ما هو أفضل دعاء للخلاص من شخص مؤذي مجرب؟
ج: أفضل دعاء هو الذي يتضمن التوكل التام على الله والاستكفاء به، مثل: "اللهم اكفني شر فلان بما شئت وكيف شئت، إنك على كل شيء قدير". ويجب الإكثار من دعوات المكروب المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن".
س2: ما هي نصيحة الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين عند مواجهة الأذى والظلم؟
ج: نصح العلماء بالصبر والدعاء، وعدم مقابلة الأذى بالأذى، واللجوء إلى الله في كل حال. ومن الأدعية التي أوصى بها الشيخ ابن باز هي "اللهم اكفنيهم بما شئت". أما الشيخ ابن عثيمين فنصح بالاستعاذة بقول: "اللهم إني أعوذ بك من شره وأعوذ بك من كيده وأعوذ بك من أذاه".
س3: هل يجوز الدعاء على شخص مؤذي، وما هي حدود هذا الدعاء؟
ج: نعم، يجوز للمظلوم الدعاء على من ظلمه بقدر الظلم الذي وقع عليه، لقوله تعالى: "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم". لكن الأفضل هو العفو والصفح، حيث فيه أجر عظيم. وإذا تجاوز المظلوم الحد ودعا بأكثر مما يستحق الظالم، فإنه يكون معتديًا ولا يستجاب له.
س4: هل الدعاء وحده يكفي لدفع الأذى؟
ج: الدعاء هو الأساس والسلاح الأقوى للمؤمن في دفع الأذى بالدعاء. ولكنه يجب أن يقرن باتخاذ الأسباب المشروعة، مثل تجنب الاحتكاك بالشخص المؤذي قدر الإمكان، ووضع الحدود، والاستعانة بأهل الخبرة إذا لزم الأمر. فالدعاء يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل.
س5: كيف يمكن التحصين بأذكار الوقاية من الشر والسحر؟
ج: يتم التحصين بالمواظبة على أذكار الوقاية من الشر والأذى صباحًا ومساءً، ومن أهمها: قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات، وقول: "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" ثلاث مرات. كما يُنصح بتكرار "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" سبع مرات.
اليقين مفتاح النجاة
إن مواجهة الأشخاص المؤذيين جزء من اختبار الحياة، والنجاة منها لا تتم إلا بالجمع بين التوكل الصادق والعمل الحازم. لقد تعلمنا أن دعاء للخلاص من شخص مؤذي مجرب وأدعية ابن باز وابن عثيمين هي خارطة الطريق التي تضمن لك اللجوء إلى القوة المطلقة القادرة على دفع الشر.
تذكر دائمًا أن الدعاء ليس مجرد كلمات، بل هو يقين بأن الله قريب مجيب لدعوة الداعي. فاجعل الدعاء من أنفع أدويتك، وواظب على أذكار التحصين لتكون محصنًا من مكر وخبث الحاقدين. سواء اخترت العفو أم الدعاء بقدر الظلم، فإن الأجر والثواب ينتظران الصابر المتوكل على ربه.
نحثك على مشاركة هذه الأدعية والنصائح مع من تعرف أنه يواجه ظلمًا أو أذى، فالدال على الخير كفاعله.
